تأملات في مظاهر قدرة الله
هناك الكثير من مظاهر قدرة الله في الكون , وهذه المظاهر تكون عبرة لمن يعتبر فإذا تأملنا الحبة والنواة , لرأينا أنها جامدة كأنها ميتة , وعندما نزرعها بالأرض تنفلق(تنشق) وتدب فيها حياة جديدة مخرجة سنابل كثيرة تحمل حبوبا كثيرة , ونرى النواة تنشطر مخرجة نخلة عالية مليئة بالثمار وهذا التفريق بين الحب والنوى من الإعجاز العلمي النباتي في القرآن الكريم والذي سبق به القرآن التقسيم الحديث للبذور والثمار فسبحان الله العظيم.
وتتجلى قدرة الله في إخراج الحي من الميت والميت من الحي فالمواد الغذائية الميتة المدخرة في الحبوب والبذور(كربوهيدرات ـ دهن ـ بروتين ـمعادن ـ أملاح ـ ماء) كلها مواد ميتة ولكنها عندما تعبر أغشية الجنين تدب فيها الحياة ، فمن يستطيع تحويل المواد الميتة إلى مواد حية ؟ ذلكم الله سبحانه وتعالى . وفي خلقه ما يشاء 0
وتتجلى قدرة الله في الشمس حيث تضيء لنا الدنيا (النهار) لكي نعمل ونتحرك في نشاط وعندما تغيب ويأتي الليل نرتاح ونسكن , ويتجلى القمر منيرا لنا الدنيا , وكل منهما يدور في فلك محدد وبحساب دقيق فسبحان الله العظيم 0
وعندما نرسل نظرنا إلى السماء نرى النجوم والكواكب ملأتها فهي مصابيح السماء, إنها زينة هذا الكون ,وهداية وإرشاد للناس في ظلمات البر والبحر فسبحان الله العظيم المبدع القدير 0
وتتجلى قدرة الله في خلق الناس من نفس واحدة (من آدم – عليه السلام –) فاستقروا في الأرض وعمروها فسبحان الله العظيم القدير 0
وتتجلى قدرة الله فيما يخرج من الأرض من خضرة رائعة تكسو الحقول والمزارع , والنباتات على إختلاف أشكالها وألوانها , منها المتشابه وغير المتشابه مع أنها مزروعة في أرض واحدة ويتم ريها بماء واحد فسبحان الله العظيم 0
ومن دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى تسخير الكون لنا , وتيسيره لنا إستخدام كل جزء فيه , وعلينا أن نعمر الكون بعلمنا وعملنا , ولا نخرب شيئا فيه0
وهناك الكثير من مظاهر قدرة الله الأخرى , ويجب على الإنسان أن يتأمل ويشكر الله على نعمه الكثيرة ,وأن يواظب على البحث والدراسة ليكشف الجديد في الكون,ويحسن إستخدام ما يعلم ,فإن هذه الدراسة تؤدي بنا إلى التقدم والرقي , وتجعلنا نزداد معرفة بقدرة الله فيتوب العاصي ويزداد المؤمن إيمانا فسبحان الله العظيم القدير المبدع 0
قال الله تعالى :
(إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95} فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِالْعَلِيمِ {96} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {97} وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّوَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُون {98} وَهُوَالَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِىثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {99} سورة الأنعام