صحبة الأخيار ليست خاصةً بصغير أو كبير فكم من رجلٍ كبيرٍ سقط في وحل المعصية بعد أن جاوز الأربعين بسبب رفقة السوء وكم من شيخ كبير امتنع عن قبول الحق بسبب رفقة السوء!
ألم تسمع عن حوار نبيك ﷺ لعمه أبي طالب عند موته:
عن المسيب بن حزن قال:
لما حضَرَتْ أبا طالبٍ الوَفاةُ ، دخَل عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعِندَه أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أيْ عمِّ ، قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ ، أُحاجُّ لك بها عِندَ اللهِ ) . فقال أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ : يا أبا طالبٍ ، أتَرغَبُ عن ملةِ عبدِ المُطَّلِبِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لأستَغفِرَنَّ لك ما لم أُنهَ عنك ) . فنزَلَتْ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }رواه البخاري.
لقد حجبه صاحباه عن الإسلام مع أنه كان من أشد المدافعين عن نبيبنا ﷺ!! ، إنها رفقة السوء .
صحبة الأخيار لها فوائد عاجلة وآجلة:
أولا: الفوائد العاجلة
١- يَدُلُّونك على صالح القول والعمل.
٢- ينهونك عن كل ما قبح من الأقوال والأفعال.
٣- يحفظونك في غَيبَتك فلا يذكرونك إلا بخير.
٤- لك من دعائهم أوفر الحظ والنصيب.
٥- إن وقعت في مصيبةٍ وجدتهم أول المبادرين لإعانتك.
٦- مهما طال الفراق تبقى مودتهم لك وحبهم لك ودعاؤهم لك.
ثانيا : الفوائد الآجلة
١- عند موتك هم آخر الناس مفارقةً لقبرك يدعون لك بصدقٍ وإلحاح.
٢- تستظل أنت وإياهم تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ففي حديث السبعة الذي رواه أبوهريرة:((...ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه..)) البخاري
٣- إن زلت بك القدم شفعوا لك بين يدي الله بينما غيرهم يكونون لك أعداء فقد قال الله جل جلاله {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف : 67]
٤- تجتمعون على منابر من نور ففي الحديث القدسي الذي رواه معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت قال اللهُ تعالى : المتحابُّونَ في جلالِي لهمْ مَنابِرُ من نورٍ ، يَغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشهداءُ. صححه الألباني.
وهنا إلماحةٌ لأخطر الأصحاب:
١- من تساهل في انتهاك محارم الله لا تقربه فإنه سيخونك يوماً ما.
٢- من طعن في العلماء والدعاة لا تجالسه فإن قلبك يمرض بمجالسته.
٣- من كفّر الناس وبدّعهم بغير علمٍ ندَّ بك عن هدي حبيبك ﷺ إلى مسلك الخوارج فاحذره.
ختاماً:
اصحب الأخيار تفلح واقطع الأشرار تنجو من أذاهم وتذكر أن من خان الله سهلٌ عليه أن يخونك.
ومن عصى الله وهو يُنعم عليه لن يتورع عن الغدر بك.
المصدر: صيد الفوائد