| سورة المائدة مدنية | رقم السورة: 5 - عدد آياتها : 120 عدد كلماتها : 2,837 - اسمها بالأنجليزي : The Table
سورة المائدة مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة المائدة هي سورة مدنية من أواخر ما نزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- عدد آياتها 120 اَية، تأتي بترتيب المصحف الشريف الخامسة بعد سورة النساء وقبل سورة الأنعام، تتضمن السورة كيفية المعاملة مع أهل الكتاب ونزل فيها بيان أن المسيح مثل جميع البشر وأحد الرسل والانبياء الذين اختارهم الله تعالى، وتأمر السورة الكريمة بالإيمان بجميع الكتب المقدسة التي نزلت من عند الله -عز وجل-، ونزل فيها تحريم الخمر ولحم الخنزير، وحرمت أيضًا جميع الخبائث.
سُمّيت سورة المائدة بِهذا الاسم؛ نسبةً إلى القصّة الواردة فيها والتي طلب الحواريّون فيها من نبيّهم أن يُنزّل عليهم مائدة من السماء، لتكون دليلاً على صدقه وصدق دعوته ، ولتكون عيداً لهم ، وملخّصها أنّ أتباع عيسى -عليه السلام- طلبوا منه أن يسأل ربّه أن يُنزّل عليهم مائدةً من السماء، قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ)] والذين طلبوا منه المائدة هم الخُلصاء الذين اتّبعوا دعوته، ويُسمّون بالحوارييّن، وقد ذكر العُلماء في تفاصيل القصة أنّ الحواريين طلبوا من نبيّهم عيسى -عليه السلام- أن يُنزّل عليهم من السماء مائدة إن كان ربّه يستطيعُ ذلك، مع أنّهم مؤمنون موقنون بقدرة الله -تعالى على كل شيء؛ وذلك حتى يحصل لهم الاطمئنان بعد رؤيتهم لقُدرة الله -تعالى- بالمعاينة، فيحصل لهم عين اليقين بالقدرة بعد أن كان عندهم فقط علم اليقين بالقدرة .
ومن أسمائها سورة العقود لورد اللفظ في أولها، كما سُميت سورة المنقذة، لأنها تُنقذ صاحبها من العذاب كما في أثر مرفوع، وجاء اسم الأخيار لأنها تتضمن الحث على الوفاء بالعهود وهذا من شأن الأخيار، ويقال أن من لا يقرأ سورة الأخيار لا يفي بالعهود، وقيل أنها نزلت يوم صُلح الحديبية وقال البعض أنها نزلت يوم حُجة الوداع، وقال أهل العلم أن سورة المائدة فيها ثمانية عشر حُكمًا لا توجد في غيرها من سورة القراَن الكريم ، وقد كانت قصة المائدة أعجب ما ذُكر فيها، كما ذكرت السورة في بعض آياتها عظيم لطف الله -تعالى- على المؤمنين، وعذابه على الكافرين.
وقد طلب الحواريّون المائدة من نبيّهم لعدّة أسباب، نذكرها فيما يأتي:
ليأكُلوا منها، ولتطمئنّ قُلوبهم برؤيتها، وقيل: للأكل منها والتّبرُّك بها، ولتكون يقيناً لهم في إيمانهم، ليزدادوا إيماناً بصدق دعوة نبيّهم، فيكون نُزول هذه المائدة دليلاً على صدقه وصدق نُبوّته. ليكونوا شاهدين لربهم بالتوحيد والقدرة على كل شيء بعد رؤيتهم لهذه المعجزة. قيل: طلبوا المائدة ليأكُلوا منها لكثرة ما أصابهم من الجوع. والآية الكريمة التي تذكر في طيّاتها هذه الأسباب هي قوله -تعالى-: (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ)..
جزى الله خيرا كل من ساهم فيها