33-سورة الأحزاب كاملة [ ختمة مرتلة ] بصوت الشيخ حسن صالح Sheikh.Hassan Saleh Surat Al-Ahzab full
سورة الأحزاب مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة الأحزاب هي السورة الثالثة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف العثماني، والسورة التسعون بحسب ترتيب النزول، نزلت بعد سورة الأنفال، وقبل سورة المائدة. كان نزولها على قول ابن إسحاق أواخر سنة خمس من الهجرة. وروي عن مالك أنها كانت سنة أربع، وهي سنة غزوة الأحزاب، وتسمى غزوة الخندق، حين أحاط جماعات من قريش، وبني المصطلق، وبني الهون، وكنانة، وغطفان. وهي مدنية بالاتفاق.
تسميتها
سميت سورة الأحزاب في المصاحف، وكتب التفسير، والسنة، وكذلك رويت تسميتها عن ابن عباس وأُبيِّ بن كعب رضي الله عنهما بأسانيد مقبولة، ولا يُعرف لها اسم غيره. ووجه التسمية أن فيها ذكر أحزاب المشركين من قريش ومن تحزب معهم، أرادوا غزو المسلمين في المدينة، فرد الله كيدهم، وكفى الله المؤمنين القتال. قال المهايمي: "سميت بها؛ لأن قصتها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، متضمنة لنصره بالريح والملائكة، بحيث كفى الله المؤمنين القتال".
فضلها
جاء في فضل بعض آيات هذه السورة أحاديث، منها ما رواه البيهقي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة...) وفيه، (ثم يقرأ: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} (الأحزاب:70-71).
مقاصدها
اشتملت سورة الأحزاب -كغيرها من سور القرآن- على مقاصد مهمة، وغايات جليلة، نذكر منها:
- بدأت السورة بتقرير أصل مهم في حياة المؤمن، وهو استشعار القلب لجلال الله، والاستسلام المطلق لإرادته، واتباع المنهج الذي اختاره، والتوكل عليه وحده والاطمئنان إلى حمايته ونصرته وتأييده.
- توجيه المؤمنين إلى عدم طاعة الكافرين والمنافقين، وتحمل ما ينالهم منهم من أذى، والتوكل على الله؛ فهو سبحانه نعم الوكيل، وخير النصير.
- قررت السورة أصلاً مهماً، وهو أن الإنسان لا يملك أن يتجه إلى أكثر من اتجاه واحد، ولا أن يتبع أكثر من منهج واحد، وإلا نافق، واضطربت خطاه، وأضل السبيل. وما دام لا يملك إلا قلباً واحداً، فلا بد أن يتجه إلى إله واحد، وأن يتبع نهجاً واحداً، وأن يدع ما عداه من مألوفات، وتقاليد، وأوضاع، وعادات.
- كون الحق فيما شرع سبحانه من أحكام؛ لا ما اتخذه الناس من عادات وأعراف؛ لأنه سبحانه الخبير بما فيه صلاح العباد عاجلاً وأجلاً، فهو سبحانه الذي يقول الحق ويهدي السبيل.
- تضمنت السورة إبطال عادة الظهار، وإبطال عادة التبني، وإبطال آثار المؤاخاة التي تمت في أول الهجرة، وردت الأمر إلى القرابة الطبيعية في الإرث والدين وما إليها.
- قررت السورة أن ولاية النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين أقوى ولاية، ولأزواجه حرمة الأمهات لهم، وتلك الولاية من جَعْل الله، فهي أقوى وأشد من ولاية الأرحام.
- تحريض المؤمنين على التمسك بما شرع الله لهم؛ لأنه أخذ العهد بذلك على جميع النبيين.
- من أهم المقاصد التي تضمنتها السورة التمييز بين المؤمنين والمنافقين. وقد اعتبر المهايمي هذا المقصد من أعظم مقاصد القرآن.
- الرد على المنافقين أقوالاً شنيعة، قصدوا بها أذى النبي صلى الله عليه وسلم.
- بيان ما أظهره الله من عنايته بنصر المؤمنين على أحزاب أعدائهم من الكفرة والمنافقين في وقعة الأحزاب ودفع كيد المنافقين.
- الثناء على صدق المؤمنين وثباتهم في الدفاع عن الدين، ونعمة الله عليهم بأن أعطاهم بلاد أهل الكتاب الذين ظاهروا الأحزاب، ورد عنهم كيد الأحزاب والمهاجمين.
- تخيير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين طلب الدنيا، أو طلب الآخرة، وفي ذلك توجيه للمؤمنين إلى إيثار الله ورسوله والدار الآخرة على الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها.
- ألمحت السورة إلى فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل آل النبي صلى الله عليه وسلم، وفضائل أهل الخير من المسلمين والمسلمات.
- بينت السورة أن أمر المؤمنين والمؤمنات مرده إلى الله، فليس لهم منه شيء، وليس لهم في أنفسهم خيرة، إنما هي إرادة الله وقدره، الذي يسير كل شيء، ويستسلم له المؤمن الاستسلام الكامل الصريح.
- تعرضت السورة لبعض الأحكام المتعلقة بالعلاقات الزوجية (الطلاق قبل المساس).
- تنظيم علاقة المسلمين ببيوت النبي وزوجاته، في حياته وبعد وفاته.
- تقرير فرضية الحجاب والجلباب على المرأة المسلمة.
- تهديد المنافقين جراء بثهم الدعايات المغرضة، والأخبار الكاذبة.
- الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به. وتحريض المؤمنين على ذكر الله، وتنزيهه؛ شكراً له على هديه.
- تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وفي الملأ الأعلى، والأمر بالصلاة عليه والسلام.
- وعيد المنافقين الذين يأتون بما يؤذي الله ورسوله والمؤمنين. وتحذير المؤمنين من التورط في ذلك؛ كيلا يقعوا فيما وقع فيه الذين آذوا موسى عليه السلام.
- أوضحت السورة أن علم الساعة شأن من شؤونه سبحانه، لا علم لأحد بها، والتلويح بأنها قد تكون قريباً.
- بيان المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان عموماً، وعلى عاتق المسلم بصفة خاصة، وهي التي تنهض وحدها بعبء هذه الأمانة الكبرى. أمانة العقيدة والاستقامة عليها. والدعوة والصبر على تكاليفها، والشريعة والقيام على تنفيذها في أنفسهم وفي الأرض من حولهم.
المصدر: اسلام ويب
جزى الله خيرا كل من ساهم فيه