55-سورة الرحمن والواقعة والحديد كاملة [ الختمة المرتلة ] بصوت الشيخ حسن صالح Sheikh.Hassan Saleh Surat Al-Rahman and Al-Waqiah and Iron full
سورة الرحمن مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة الرحمن هي السورة الخامسة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي سورة مكية في قول جمهور الصحابة والتابعين، وهي من أول السور نزولاً، فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" بسند جيد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نحو الركن، قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون، يقرأ: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} وهذا يقتضي أنها نزلت قبل سورة الحجر. قال ابن عاشور: "وللاختلاف في كونها مكية أو مدنية لم تحقق رتبتها في عِداد نزول سور القرآن، وإذا كان الأصح أنها مكية، وأنها نزلت قبل سورة الحِجر، وقبل سورة النحل، وبعد سورة الفرقان، فالوجه أن تعد ثالثة وأربعين بعد سورة الفرقان، وقبل سورة فاطر". وعدد آياتها ثمان وسبعون آية.
تسميتها
وردت تسميتها بـ (سورة الرحمن) في أحاديث منها، ما رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ سورة الرحمن). وفي "تفسير القرطبي" أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (اتل علي ما أُنزل عليك، فقرأ عليه سورة الرحمن، فقال: أعدها، فأعادها ثلاثاً، فقال: إن له لحلاوة). وكذلك سميت في كتب السنة، وفي المصاحف.
وذكر السيوطي في "الإتقان" أنها تسمى (عروس القرآن) لما رواه البيهقي في "شعب الإيمان" عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن) قال ابن عاشور معقباً على ما ذكره السيوطي: "وهذا لا يعدو أن يكون ثناء على هذه السورة، وليس هو من التسمية في شيء، كما روي أن سورة البقرة (فسطاط القرآن).
ووجه تسمية هذه السورة بسورة الرحمن أنها ابتدئت باسمه تعالى: {الرحمن} (الرحمن:1) وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله، لم يتقدمه غيره.
سبب نزولها
قيل: إن سبب نزولها قول المشركين المحكي في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} (الفرقان:60) فتكون تسميتها باعتبار إضافة (سورة) إلى (الرحمن) على معنى إثبات وصف الرحمن.
وقيل: إن سبب نزولها قول المشركين وقد حكاه القرآن: {إنما يعلمه بشر} (النحل:103) فرد الله عليهم بأن الرحمن هو الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن.
مناسبتها
وجه مناسبتها لسورة (القمر) التي سبقتها، أنها مُفَصِّلَةٌ لما أُجمل في آخرها، قال الإمام السيوطي: "لما قال سبحانه في آخر ما قبلها {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} (القمر:46) ثم وصف سبحانه حال المجرمين في سقر وحال المتقين {في جنات ونهر} (القمر:54) فصَّل هذا الإجمال في هذه السورة أتم تفصيل على الترتيب الوارد في هذا الإجمال؛ فبدأ بوصف مرارة الساعة، ثم وصف النار وأهلها، ولذا قال سبحانه: {يعرف المجرمون بسيماهم} (الرحمن:41) ولم يقل: الكافرون، أو نحوه؛ لاتصاله معنى بقوله تعالى هناك: {إن المجرمين في ضلال وسعر} (القمر:47) ثم وصف الجنة وأهلها، ولذا قال تعالى فيها: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (الرحمن:46) وذلك هو عين التقوى، ولم يقل: لمن آمن، أو أطاع، أو نحوه، لتوافق الألفاظ في التفصيل، ويُعْرَف بما ذُكِر أن هذه السورة شرح لآخر السورة قبلها".
مقصودها
- ذكر البقاعي أن مقصود سورة الرحمن بالذات: إثبات الاتصاف بعموم الرحمة؛ ترغيباً في إنعامه بمزيد امتنانه، وترهيباً من انتقامه، بقطع إحسانه، وعلى ذلك دلَّ اسمها (الرحمن) لأنه العام الامتنان.
- قال الزمخشري في "الكشاف": "أراد الله أن يقدم في عدد آلائه أول شيء ما هو أسبق قدماُ من ضروب آلائه، وأصناف نعمائه، وهي نعمة الدين، فقدم من نعمة الدين ما هو أعلى مراتبها، وأقصى مراقبها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه، وأخَّر ذكر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان".
- تبع ذلك التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله هو الذي علمه القرآن، رداً على مزاعم المشركين الذين يقولون: {إنما يعلمه بشر} (النحل:103) ورداً على مزاعمهم أن القرآن أساطير الأولين، أو أنه سحر، أو كلام كاهن، أو شعر.
- التذكير بدلائل قدرة الله تعالى فيما أتقن صنعه، مدمجاً في ذلك التذكير بما في ذلك كله من نعم على الناس. وخلق الجن وإثبات جزائهم.
- التنويه بشأن العدل، والأمر بتوفية أصحاب الحقوق حقوقهم، وحاجة الناس إلى رحمة الله فيما خلق لهم، ومن أهمها نعمة العلم، ونعمة البيان، وما أعد من الجزاء للمجرمين، ومن الثواب والكرامة للمتقين، ووصف نعيم المتقين.
- بين الله حال المؤمنين، فذكر أنهم صنفان، أحدهما أرفع درجة من الآخر؛ فأولهما: له جنتان في أعلى درجات الجنان. وثانيهما: له جنتان أدنى من السابقتين، ووصف هذه الجنان وصفاً رائعاً، يبين ما فيهن من جلائل النعم التي يتنعم بها هؤلاء وأولئك.
- ألمعت السورة إلى أن كل من على الأرض فانٍ، وأنه سبحانه هو الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام.
- بينت السورة أنه تعالى له شؤون كثيرة في خلقه كل يوم؛ لذا يسأله من في السموات والأرض ما هم بحاجة إليه.
- أوضحت السورة أنه سبحانه سيقصد مجازاة خلقه يوم الدين، وليس له شاغل يشغله عن ذلك، وهناك ينادي المنادي: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض} (الرحمن:33) هرباً من الحساب والعقاب {فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} (الرحمن:33) ولا سلطان لهم، فالملك يوم القيامة والحكم لله الواحد القهار.
- الموعظة بالفناء، والتذكير بيوم الحشر والجزاء. وختم السورة بتعظيم الله، والثناء عليه، حيث قال سبحانه: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} (الرحمن:78).
- تكرر في هذه السورة قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إحدى وثلاثين مرة؛ للتقرير بالنعم المختلفة المعدودة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها، وبخ على التكذيب بها، قال ابن عاشور: "وذلك أسلوب عربي جليل".
سورة الواقعة مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة الواقعة هي السورة السادسة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة السادسة والأربعون في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة طه، وقبل سورة الشعراء. وهي سورة مكية، قال ابن عطية: "بإجماع من يُعتد به من المفسرين". وآياتها ست وتسعون.
تسميتها
سميت هذه السورة (الواقعة) بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم؛ روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله! قد شِبْتَ، قال: (شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت) قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وكذلك سميت في عصر الصحابة رضي الله عنهم، روى الإمام أحمد عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله يقرأ في الفجر الواقعة، ونحوها من السور). وهكذا سميت في المصاحف، وكتب السنة، فلا يُعرف لها اسم غير هذا.
مناسبتها لما قبلها
سورة الواقعة متفقة مع ما قبلها (سورة الرحمن) في أن كل منهما وَصَفَ القيامة والجنة والنار، قال بعض العلماء: انظر إلى اتصال قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة} (الواقعة:1) بقوله سبحانه في سورة الرحمن: {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} (الرحمن:37) وأنه اقتصر في سورة الرحمن على ذكر انشقاق السماء، وفي سورة الواقعة على ذكر رجِّ الأرض، فكأن السورتين لتلازمهما وتوافقهما سورة واحدة.
وقد عكس الترتيب، فذكر في أول سورة الواقعة ما في آخر سورة الرحمن، وفي آخر هذه ما في أول تلك؛ فافتتح في سورة الرحمن بذكر القرآن، ثم ذكر الشمس والقمر، ثم ذكر النبات، ثم خلق الإنسان والجان، ثم صفة يوم القيامة، ثم صفة النار، ثم صفة الجنة.
مقاصدها
يدور موضوع سورة الواقعة حول تقسيم الناس يوم القيامة؛ لمجازاة العباد الموضوعين في الحياة الدنيا موضع الامتحان، إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: المؤمنون المسلمون أصحاب اليمين، وهم أهل الجنة بوجه عام، على درجاتهم المنخفضة والمتوسطة.
الصف الثاني: الكافرون المجرمون أصحاب الشمال، وهم أهل النار بوجه عام، على دركاتهم الأولى فالمتوسطة.
الصنف الثالث: السابقون المقربون من المحسنين والأبرار، وهم أصحاب الدرجات العليا في جنات النعيم.
ويُفهم من التقابل والتناظر (صنف رابع) وهم الموغلون في الكفر، وارتكاب الجرائم الكبرى، ونشر شررهم في الأرض، ودعوتهم إلى الكفر، وهم أصحاب الدركات السفلى من النار، ومنهم المنافقون، الذي هم في الدرك الأسفل من النار.
وعلى الجملة، تتجلى مقاصد هذه السورة من خلال الأمور التالي:
- التذكير بيوم القيامة وتحقيق وقوعه.
- تقديم بيانات إقناعية، وأدلة برهانية للمكذبين بالبعث وبيوم الدين على صدق الأخبار القرآنية المتعلقة بيوم الدين، وأنها حق يقين.
- توجيه العقول المستقيمة لاستبصار المكانة الرفيعة التي يتحلى بها القرآن، المشتمل على أخبار يوم الدين، وما فيه من الجزاء والحساب.
- الترغيب والترهيب بما في يوم الدين من ثواب وعقاب.
- وصف ما يعرض في هذا العالم الأرضي عند ساعة القيامة.
- بيان صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.
- بيان صفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.
- إثبات الحشر والجزاء، والاستدلال على إمكان الخلق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.
- تتحدث السورة عن بعض آلاء الله ونعمه، وآثار قدرته فيما خلق وأبدع في الزرع والماء والنار، وأن ذلك يستوجب تسبيح الله وتقديسه على نعمه الغامرة، وشكره على آياته الظاهرة الباهرة، وتوضح أن من خلق هذا وأوجده قادر على البعث، وإعادة الناس إلى الحياة مرة ثانية للحساب والجزاء؛ لأن الإعادة أسهل من البداءة عادة.
- تذكر السورة أن الله سبحانه قضى بين الناس بالموت، وجعل لموتهم وقتاً معيناً، وهو جلَّ وعلا ليس بعاجز على أن يبدل صورهم بغيرها، وينشئهم خلقاً آخر في صور أخرى لا يعرفونها.
- الاستدلال بنزع الله الأرواح من الأجساد والناس كارهون، لا يستطيع أحد منعها من الخروج، على أن الذي قدر على نزعها دون مدافع قادر على إرجاعها متى أراد.
- في السورة قَسَمٌ على مكانة القرآن وعلو شأنه، وتقريع للكافرين على قبح صنعهم، وعجيب شأنهم؛ حيث وضعوا التكذيب موضع الشكر، وقابلوا النعمة بالجحود والكفر.
- أكدت السورة أن القرآن منزل من عند الله، وأنه نعمة أنعم الله بها عليهم، فلم يشكروها وكذبوا بما فيه.
- في آخر السورة إجمال ما فصلته أولاً عن أحوال الأصناف الثلاثة، وما ينتظر كل صنف من ثواب أو عقاب.
- تُختم السورة بأمر كل مُتَلَقٍ لديه الاستعداد لأن يومن ويُسلم؛ لما في قلبه من خير، بأن يسبح باسم ربه العظيم، المهيمن عليه دوماً بصفات ربوبيته.
سورة الحديد مكتوبة كاملة بالتشكيل
سورة الحديد هي السورة السابعة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الخامسة والتسعون وَفْق ترتيب نزول سور القرآن الكريم، جرياً على قول الجمهور: إنها مدنية، قالوا: نزلت بعد سورة الزلزلة، وقبل سورة القتال (محمد). وهي مدنية على الأصح، بل قال النقاش: إنها مدنية بإجماع المفسرين، ونَظْمُ آياتها، وما تشير إليه، يؤيده قطعاً. وقال ابن عطية: "يشبه صدرها أن يكون مكيًّا، ولا خلاف أن فيها قرآناً مدنيًّا". وقال ابن عاشور: "وفي كون هذه السورة مدنية أو مكية اختلاف قوي، لم يُختلف مثله في غيرها...وفيها آية {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح} (الحديد:10) وسواء كان المراد بـ (الفتح) في تلك الآية فتح مكة، أو فتح الحديبية، فإنه أُطلق عليه اسم الفتح، وبه سميت سورة (الفتح) فهي متعينة لأن تكون مدنية، فلا ينبغي الاختلاف في أن معظم السورة مدني". وآياتها تسع وعشرون آية.
تسميتها
هذه السورة تسمى من عهد الصحابة (سورة الحديد) فقد وقع في حديث إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الطبراني والبزار أن عمر دخل على أخته قبل أن يُسْلِم، فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد، فقرأه حتى بلغ {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} (الحديد:7) فأسلم، وكذلك سميت في المصاحف وفي كتب السُّنَّة.
سبب التسمية
سميت بسورة (الحديد) لوقوع لفظ (الحديد) فيها في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} (الحديد:25).
قال ابن عاشور: وهذا اللفظ وإن ذكر في سورة الكهف في قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد} (الكهف:69) وهي سابقة في النزول على سورة الحديد على المختار، فلم تسمَ به؛ لأنها سميت باسم الكهف؛ للاعتناء بقصة أهل الكهف؛ ولأن الحديد الذي ذُكِرَ هنا مراد به حديد السلاح من سيوف ودروع وخوذ، تنويهاً به، إذ هو أثر من آثار حكمة الله في خلق مادته، وإلهام الناس صنعه؛ لتحصل به منافع لتأييد الدين ودفع المعتدين، كما قال تعالى: {فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب} (الحديد:25).
مناسبتها لما قبلها
خُتمت سورة الواقعة -وهي قبل سورة الحديد- بطلب التسبيح والتنزيه لله، قال تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم} (الواقعة:96) وهذه السورة بُدئت بالتسبيح، قال سبحانه: {سبح لله ما في السماوات والأرض} (الحديد:1) فكان أول سورة الحديد واقع موقع التعليل لما في آخر سورة الواقعة، فكأنه قيل: {فسبح باسم ربك العظيم}؛ لأنه {سبح لله ما في السماوات والأرض}.
مقاصد السورة
من خلال التأمل في آيات هذه السورة الكريمة تتجلى لنا مقاصدها الرئيسة وفق التالي:
- تحدثت السورة في أولها عن أن الله تعالى تَدِين له المخلوقات جميعاً، وتسبح بحمده، وتنطق بلسان الحال أو بلسان المقال بعظمته وجلاله.
- ذكرت السورة بعضاً من أسمائه تعالى، التي تدل على تفرده وتوحده، فهو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، وأنه الظاهر بقدرته وآثاره، الباطن الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وأنه له ملك السماوات والأرض خَلْقاً وإبداعاً، وأنه العليم بكل ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يَعْرُج فيها، وأن الأمور كلها راجعة إليه وحده سبحانه.
- التذكير بجلال الله تعالى، وصفاته العظيمة، وسعة قدرته وملكوته، وعموم تصرفه، ووجوب وجوده، وسعة علمه، والأمر بالإيمان بوجوده، وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل عليه من الآيات البينات.
- التنبيه لما في القرآن من الهدي وسبيل النجاة، والتذكير برحمة الله ورأفته بخلقه.
- التحريض على الإنفاق في سبيل الله، وأن المال عَرَضٌ زائل، لا يبقى منه لصاحبه إلا ثواب ما أنفق منه في مرضاة الله.
- تعرضت السورة لذكر فريقين: فريق الجنة، وفريق السعير؛ فأما الفريق الأول: وهو فريق المؤمنين والمؤمنات، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، ليهديهم الصراط، فيدخلون الجنة. وأما الفريق الثاني: وهو فريق المنافقين والمنافقات، فإنه لا نور لهم، ويحال بينهم وبين نور المؤمنين، فلا يستطيعون اللحاق بهم، ويُسخر منهم، فيقال لهم: {ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} (الحديد:13) فلا يستطيعون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا بعمل المؤمنين حتى يلحقوا بهم.
- تحذير المسلمين من الوقوع في مهواة قساوة القلوب، التي وقع فيها أهل الكتاب من قبلهم من إهمال ما جاءهم من الهدى حتى قست قلوبهم، وجر ذلك إلى الفسوق كثيراً منهم.
- مثلت السورة الكريمة الدنيا وما فيها من متاع زائل ولهو ولعب وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد، مثلتها بالزرع الذي سقاه المطر الوابل، حتى نَضَرَ، وأينع، وأُعْجِبَ به الزراع، ثم يصيبه الذبول والضمور، حتى يصير هشيماً تذروه الرياح، وكذلك أمر الدنيا، تتزين وتأخذ زخرفها، حتى يظن أهلها أنهم قادرون عليها فيأتيها، أمر الله ليلاً أو نهاراً بالفناء، فتصير كالزرع المحصود الذي لم يكن موجوداً بالأمس.
- الإيماء إلى فضل الجهاد في سبيل الله.
- تشابه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم برسالة نوح وإبراهيم عليهما السلام على أن في ذريتهما مهتدين وفاسقين. وأن الله أتبعهما برسل آخرين، منهم عيسى عليه السلام، الذي كان آخر رسول أُرسل بشرع قبل الإسلام، وأن أتباعه كانوا على سُنَّة من سبقهم، منهم مؤمن ومنهم كافر.
- حثُّ المسلمين على أن يخلصوا الإيمان لله سبحانه، وأن يتبعوا ما جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعريضاً بالمنافقين، ووعدهم بحُسن العاقبة، وأن الله فضلهم على الأمم؛ لأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
المصدر:اسلام ويب
جزى الله خيرا كل من ساهم فيه